الخطاب الكامل لفلورنتين في حفلة وداع راؤول

الخطاب الكامل لفلورنتينو بيريز في حفلة وداع راوول

يملك راوول هبةً وموهبةً لا شكّ فيهما للاستجابة على الرمز المقدّس لأهمّ قيم هذا النادي

مساء الخير وأهلاً بكم في سانتياغو برنابيو.
أصدقائي الأعزاء، كما تعلمون، شهد هذا الملعب على أحد أكثر الفصول التي لا تنتسى من تاريخ نادينا. أرض هذا الملعب مليئة بالمشاعر والانفعالات. واليوم سيختبر هذا المدرج حدثاً مؤثراً آخر.
كثرٌ هم الرجال الذين صنعوا أسطورة ريال مدريد وشكّلوا جزءاً منها وكثيرون تركوا بصماتهم محفورة في تاريخ هذا النادي حيث ندرك جميعاً أنّ السعي إلى الكمال والألقاب والانتصارات هائل. كثيرون استطاعوا حصد المجد والذكرى والاحترام والعاطفة من مشجّعينا الذين لا مثيل لهم. ولكن من بين مجموعة هؤلاء الرجال الاستثنائيين، قليلون فقط يتمّ اختيارهم ليصبحوا رمزاً لما يجب أن يكون عليه لاعب ريال مدريد الحقيقي.

يملك راوول هبةً وموهبةً لا شكّ فيهما للاستجابة على الرمز المقدّس لأهمّ قيم هذا النادي. مع التزامه اللامحدود وعمله المتواصل وحبّه لريال مدريد، اكتسب راوول تفاني ثابت من قاعدة المشجّعين، بحيث لا يهم أين يذهب لأنّه سوف يكون دائماً واحداً منهم.
التقيت راوول منذ عشر سنوات عندما أصبحت رئيس نادي ريال مدريد عام 2000. ومنذ ذلك الوقت أستطيع أن أؤكّد أنّ ما كان يطلبه من نفسه وجهده المتواصل وتوقه إلى النصر يفوق كلّ تصوّر.

اليوم لا بد لي من القول ان أحد أحلامي كرئيسٍ لريال مدريد هو أن اللاعبين الذين يشكلون جزءاً من هذا النادي يتماشون مع الروح والإرث الذي يتركه لنا الكابتن راوول غونزاليس بلانكو. على أرض الملعب وخارجه، يستجيب راوول تماماً للقيم التي تنطوي عليها أسس لاعب الريال الحقيقي.
كرئيسٍ لهذا النادي، أودّ أيضاً أن أشير إلى الفخر الذي شعرت به تجاه الاحترام والإعجاب المذهليَن الذين عبّر له عنهما كلّ منافسينا على أرض الملعب. وهذا مثالٌ آخر كيف أنّ أحد أفضل لاعبينا خدم نادينا بفخرٍ وتفانٍ.

لعلّ سيرة راوول الذاتية وانجازاته هي أبرز ما يراه الجميع. فليس سهلاً أن تحمل ستة ألقاب في الليغا وثلاثة لكأس أوروبا وكأس القارية مرّتين وكأس السوبر الأوروبية وكأس السوبر الأسبانية أربع مرات وثلاث ميداليات ذهبية: من اتحاد كرة القدم الاسباني ومن منطقة الحكم الذاتي في مدريد و الميدالية الذهبية الملكية للاستحقاق الرياضي. وتكرّ السبحة، فقد حصل أيضاً على لقب أفضل مهاجم أوروبي في دوري أبطال أوروبا عام 2001 و2002 و هدّاف دوري أبطال أوروبا مرّتين في موسمي 1999\2000 و2000\2001 وأفضل هدّاف في الليغا لموسمي 1998\1999 و2000\2001 وأفضل هدّاف في ريال مدريد وأفضل هدّاف لريال مدريد في الليغا وفي أوروبا وأكثر لاعب خاض مباريات رسمية مع ريال مدريد ومباريات في الدوري مع النادي والهدّاف الأول للمنتخب الوطني الأسباني مع 44 هدفاً.

ولكن على الرغم من هذه السيرة المبهرة التي تنطبق على نادٍ أكثر منه على شخصٍ واحد، لا بدّ أن نقول لراوول أنّ يتابع طريقه ويضيف إلى هذه الألقاب المزيد فهذا عربون وفاء وعرفان جميل وتصفيق ملايين المشجّعين لهذه الرياضة والذين يعتبرون انفسهم "راووليّون" أينما وجدوا في العالم.

راوول هو كابتن ريال مدريد ولكنّه أيضاً مالك مصيره. وقد اختار إنهاء مسيرته كلاعبٍ في هذا النادي ولكنّنا نعلم جميعاً أنّ هذا ليس وداعاً بل إلى اللقاء. وأودّ أن أذكّركم أنّ هذا ما حصل مع رئيسنا الفخري ألفريدو دي ستيفانو أحد مؤسسي هذا النادي.
عزيزي راوول، أينما تذهب وأينما تلعب، سيبقى قميص ريال مدريد لك دائماً وستبقى شارة النادي لك وكذلك المشجّعين وسيبقى ملعب سانتياغو برنابيو بيتك.

أيها الكابتن، شكراً لك، شكراً جزيلاً لك لكلّ هذه السنوات الحماسية والعاطفية التي أعطيتها لريال مدريد. لن ننساك ابداً لأننا بكلّ بساطة لا نريد أن ننساك.